°•°Wεlςöრe৳o HάķöØηãრä৳a৳ã BlØg°•°

Saturday 9 January 2016

✿----مادة التاريخ----✿

الحمدلله أخيرًا انتهيت من قراءة رواية طوق الياسمين ، ولم أجد نفسي إلّا بين الرمال العربية لـ ويلفرد ثيسجر .. الرمال دائمًا تسحرني هههه ، وعلى يقين أنه سيعجبني ويكسر حنين وأشواق طوق الياسمين لسببين، أولهم تعجبني هذي النوعية من الكتب ، والسبب الآخر أن هذا الكتاب اقترحته عليْ شخصية أثق في ذوقها جدًا ، وغالبًا يعجبني ((شكرًا جدًا))
في بعض الأحيان ، أحبّ أبدا قراءة الكتاب من المنتصف ، وأعود للبداية ثم النهاية . حد جيه نفسي ؟

بينما كنت على الرمال العربية ، تذكّرت موقف من النوع الثقيل "تقريبًا" .... واسمحولي على الإطالة مُقدمًا !

العام الدراسي ٢٠٠٣/٢٠٠٤ كان من ضمن أجمل السنوات الدراسية بالنسبة لي (كنت أول ثانوي) ،، يمكن لأنه كان بداية مرحلة يديدة + كانت هالسنة مليئة بالانجازات .. ؟
عمومًا ، مادة التاريخ كانت من أحبّ المواد إلى قلبي ، ومعلمة التاريخ "حمدة" كانت من أكثر المعلمات احترامًا وتقديرًا، ((يراها البعض غريبة الأطوار)) ، شخصيتها متّزنة وتفرض هيبتها بشكل كبير لدرجة أن بعض الطالبات يرتعدن منها خوفًا ، والبعض الآخر تعلّقن بها إعجابًا ... وأنا شخصيًا يعجبني هذا النوع من الشخصيات ، و أكنّ لهم احترام شديد جدًا وفي نفس الوقت أحب اممم مادري كيف ممكن أشرح ، بس يعني بشكل عام أحب أشوفهم يضحكون !
معلمتي "حمدة" كانت تعاملني معاملة مختلفة ، ملحوظة . كنت دايمًا أحصل على كثير من الاستثناءات رغم احتجاج بعض الطالبات .. ع قولتهم ؛ "دلوعة أبله حمده"
قد يعتقد البعض أنه نوع من أنواع التمييز والتفريق ، ولكنه ليس كذلك أبدًا ، إذْ لكلّ مقامٍ مقال .. كنت طالبة مثاليّة على حدّ قولهم ! ربما !! جلّ ما أعرفه هو أنّني حين أميلُ لشيءٍ ما فإنّي أعطيه كل ما أملك من وقت وجهد وإبداع. كنت كذلك ،،،، وربما نوعيّة حماسي ونشاطي أضاف نكهة خاصة ميّزتني عن قريناتي ! لا أدري . .

في إحدى حصص مادة التاريخ الأكثر نشاطًا ؛ أجرت فيها المعلمة نوع من المسابقات ((طبعًا فزنا فيها)) ، أذكر أنها طرحت وجهة نظرها في شيءٍ ما يخص حركة الاستكشاف وتسمية المحيطات والبلدان ، رفعتُ يدي ثم عقّبت على وجهة نظرها بعفويّة وتساؤل ! ويبدو أن ما قلته أعجبها وأقنعها ، ابتسمت وطلبتني فيما بعد لأذهب إلى مكتبها .. في تلك الأثناء ماكنت أعرف ليش طلبتني ؟ وكنت أتساءل إذا تعليقي أزعجها أو أحرجها ؟ .. سرت المكتب ، سألتني عن كم شيء و عن مستقبلي وطموحي ، وكانت تباني أدخل المسار الأدبي ، لأني ببدع فيه . فيما بعد، نزلنا القاعة الرياضيّة عشان نحضر اجتماع طالبات ومعلمات الأول ثانوي .. تحدثت مديرة المدرسة "مهرة" وبعدين عطتنا مجال إذا عندنا أسئلة أو استفسارات .. بما إني كنت رئيسة الصف آنذاك ، كنت مجهّزه مُسبقًا اللي بقوله ؛ كان يتعلق بطالبتين عندنا ف الصف ، يبذلن مجهود في تحضير المادة لكن وجود المعلمة وحضورها القوي يربكهن ويوترهن وهذا يؤثر على مستواهن الدراسي خاصة اذا كانت أغلب الدرجات مرهونة بالمشاركة الصفّية ... سألتني المديرة: منو هالمعلمات اللي يخوّفن الطالبات ؟ .. امتنعتُ عن الاجابة ، لأني ماحبيت التحديد والإحراج ، يكفي لو انطرح الموضوع بشكل عام وكل واحد يعرف عمره ! وفي غضون الثواني ذاتها تلقّت المديرة جواب جماعي من مجموعة من الطالبات ، وكلهن قالن : أبله حمده ! ....... في هاللحظة تمنيت اني سكت ومارمست أبدًا . لاحظت انه أبلتي حزّ في خاطرها ، وقررت أسير أتأكد وأعتذر إنْ لزم الأمر .. من سوء حظي ، كل ما ذهبت إلى غرفة المعلمات لا أجدها . وكانن المعلمات اللي ف نفس الغرفة يطالعنّي بنظرة تحمل كمّية من التوبيخ والاتهام ! .. حينها تأكدت أن الأمور ليست على ما يرام ، وأن الموقف قد أثّر سلبًا عليها شخصيًا وعلى مكانتها في المدرسة .. بالمناسبة! شريحة كبيرة من المدرسة عرفت عن الموقف ، وكثير من الطالبات متخوّفات من العقوبة اللي بتحلّ علينا خخخ .. اممم ترددت كثيرًا على غرفة المعلمات ، وفي كل مرة لا أجدها \ آخر مرة سرت فيها ، سلّمت عليها وطلبت منها إذا ممكن إني أكلمها . من حسن حظها أن هاتف المكتب رنّ وبسرعة رفعت السماعة (وكأنها تنتظر أي شيء يمنع ويقطع حديثي) وقالتلي اسمحيلي أنا مشغولة .... ابتسمت ، وعدت أدراجي.
في اليوم التالي ، كانت عندنا حصة تاريخ . وكالعادة كنت مجهّزه ومحضّره للحصة . عرفنا من الصف المجاور أنها حاسبت كل البنات اللي قالوا اسمها في الاجتماع ، بس البنات ماعطنها مجال وردّن عليها .... بنت عمتي يوم عرفت قالتلي أنا بيي بطلّعج من الصف عشان ماتنحطين ف موقف محرج ، قلتلها لا برايه ، أنا أساسًا أبا أكلمها !
كان كل صفّنا متوتّر وانا بعد الصراحة ، لأنه لها معزّة كبيرة وماكنت أتخيّل إنه بالتحديد "أنا" أييب لعمري مشاكل وسوء فهم وحساسية .. أذكر إنه حد من البنات قالن لا تحاتين ، نحن كلنا بنكون معاج ، ونحن ونحن وو ...... إلخ لكن لم اكترث لذلك ، لأني ما كنت أتريا أي شيء من أي حد .
بدت حصة التاريخ ، سلّمت علينا وكل حد قعد في مكانه وطلبت مني أن أبقى واقفة ! ، بدأت حديثها ((عتابها وحسابها)) بعمر بن الخطاب وهيبته وحضوره كمثال وبانها من أشدّ المعجبين بشخصيته ، ثم قالت أشياء كثيرة ، بعضها يحمل نوعًا من الاتهام والظلم ، عاد أنا ما أستحمل أسكت وحد يقول شيء مب صدقي ، قلتلها أبله لوسمحتي ممكن أقول شيء ؟ .. لم تسمح لي .. ((أول مرة وحده من معلماتي تعاملني بهالطريقة)) .. حسيت بحرارة في جوفي ، وفهمت إنها ماتبا تسمع أي شيء ، بس تبا تقول اللي ف خاطرها لذلك تميت سااااكته أترياها تخلص . انتهى المشهد اللي أوّل مرة ف حياتي أتعرضله ، وانتبهت لثنتين من بنات الصف كانن يصيحن عشاني وإني انظلمت في الكلام اللي انقال ! قلتلهن منو المفروض يصيح ؟ .. الله كريم .. لم أعد "دلوعة أبله حمده" .. ويقولون كل إنسان له نصيب من اسمه ؛ يبدو أن عزّة نفسي منعتني من الحديث معها ، حتى مشاركاتي ف الحصة لم تعد كما كانت . كنت أحضّر الدرس كااامل وأحفظه ، وفي الحصة أيلس أرسم على الطاولة وأشخبط .. ويوم توقّفني أجاوب كنت أجاوب أجوبة تامّة وتستغرب لأنها تتحراني مب مركّزة .. أخذت عهد على نفسي أن أحصل على الدرجة التامة في مادة التاريخ ، والحمدلله يبتها 100\100 ،، كانت هي أكثر شخص فخور بذلك ..... ما زالت معلمتي عزيزة على قلبي ، ومازلت أذكر كل تفاصيل الاستثناءات التي قدّمتها لي خلال الحصص الدراسية ، وخلال مشاركاتي في جماعة "معًا من أجل مدرستي" وفي الأنشطة اللاصفيّة ..... ولكن شيئًا ما لم يعد كما كان ! للأسف ..

بعد مرور 12 سنة تقريبًا ، إلتحقت أختي الصغيرة بذات المدرسة .. ويوم شافتها أبله حمده ؛ نادتها باسمي ، وطلبت منها أن تنتقل للفصل اللي هي مسؤولة عنه (تباها تكون من طالباتها) ..... يسعدني جدًا يوم أختي تقوللي ، كل معلماتج يزقروني باسمج ، ويسلمون عليج ويسألون عنج .. يسعدني أن يكون لي حيّز ولو بسيط في ذاكرتهم بعد مرور تلك السنين .. للأمانة ؛ لم أكن مجرّد عابرة سبيل ! لذلك بقيتُ قليلًا في الذاكرة .. هذا من فضل ربي


رغم فرق السن بيني وبين أختي (( تقريبًا 11 سنة )) ، إلّا أن بعضهم يعتقد بأننا توأم ((على أساس نتشابه كثيرًا ، بس ما شاء الله أختي وايد أحلى))!! وبعضهم لايصدّق فارق السنّ بيننا !!
.
.
أستميحكم عذرًا على الإطالة ، ولكن لا أدري لمَ كتبت كل هذا ! ربما فقط لأكسر جمود مدونتي .. اممم لا أدري إن كان متابعيني مازالوا يتابعون عالمي ويقرأون ما أكتب هنا ؟ .. إن كنتم مازلتم تقرأون ؛ خبّروني عنكم ؟ كيف هي الدنيا معكم ؟ شو تسوون ؟ كيف جدولكم اليومي أو الأسبوعي ؟ . شو مخططاتكم ؟
... أشتاق أبي كثيرًا ، غالبًا ما أشعر بالفراغ رغم انقضاء أغلب الوقت في الالتزامات العائليّة . في الفراغ المستقطع والمصطنع أحيانًا ألجأ للقراءة أو الكتابة ، بهالطريقة أحس إني أتمالك وأسيطر على أعصابي التي أصبحت مؤخرًا تتوتر من أبسط الأشياء العميقة . مازلت أدرّب وأروّض نفسي (قلبي تحديدًا) على أشياء كثيرة . مازلت أقتنص الفرص الوظيفية و فرص إكمال دراسة الدكتوراة ، وأنتظر أمر الله لتتيسر تلك الأمور . مازلت أبحث عن المتعة في أبسط الأشياء حولي . تجتاحني الرغبة في الرسم ، لكن هالفترة ماأقدر أستعير من وقت الليل \ جسمي مرهق نوعًا ما بسبب الزكام والحمى .. الحمدلله على كل حال ، وفقنا الله وإياكم وسدد خطانا وخطاكم ،، نشوفكم على خير بإذن الله